الخميس، 15 يناير 2009

سبيل المؤمنين في النصر والتمكين وما يجري على أرض فلسطين للشيخ الفاضل سليم الهلالي حفظه الله

سبيل المؤمنين في النصر والتمكين وما يجري على أرض فلسطين

* أهمية الثقة المطلقة بنصر الله في كل وقت وبخاصة عند حدوث الأزمات.

1- تبشير القرآن بنصر المؤمنين قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّين * كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز}[المجادلة:20و21].
وقال سبحانه: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَاد}[غافر:51].

2- وَعْدُ الله بحفظ الإسلام: كتاباً وسنة {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون}[الحِجر:9].

3- بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم بحفظ أمة الإسلام من كيد الأعداء،
ففي «صحيح مسلم»: عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا».

4- البشارة بأن المستقبل للإسلام؛ كما في «صحيح البخاري» من حديث خباب –رضي الله عنه-
قال: «شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».

* رسل الله وتطبيقهم العملي للثقة بالله وتحققه.

1- موسى -عليه السلام- وأصحابه، قال الله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُون * قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين} [الشعراء:61و62].

2- محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار،
ففي «صحيح البخاري» أن أبا بكر–رضي الله عنه- قال: لو أن أحدهم رقع قدمه رآنا.
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما ظنك باثنين الله ثالثهما». وتصديق ذلك في كتاب الله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} [التوبة:40].
##@##
* النصر الحقيقي هو انتصار العقيدة وسلامة المنهج وظهور الدين:

1- إبراهيم –عليه السلام-، قال الله تعالى: { يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيم * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِين}[الأنبياء: 69و70].
2- يوسف -عليه السلام-، قال الله تعالى: {كَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون}[يوسف:21].

3- سحرة فرعون، قال الله تعالى: {قَالُوا لاَ ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُون * إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِين}[الشعراء:50و51].

4- الغلام المؤمن في قصة أصحاب الأخدود.

5- قول ابن عباس عندما ذكرت الهزيمة في أحد. فقال: «إذا هزم المسلمون فقد انتصر الإسلام».
@@@#@@@
* علامات اقتراب النصر وتحقيقه:
1- استحكام الضيق وتتابع العسر وتوالي الأزمات، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ}[الأنعام:34].
2- التمسك بالدين والثبات على المنهج: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُون}[القلم:9]، {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم}[الزُّخرُف:43].
3- عدم الاغترار بظهور الباطل؛ فهو مؤقت وعاجل والعاقبة للمتقين، قال تعالى: {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَد * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد}[آل عمران:196و197].
##****##
* كيف يأتي النصر:
النصر والتمكين ثمرة إقامة العبودية لله، قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون}[النور:55].

وقال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِين}[الأنبياء:106].
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: «حتى يقول الشجر أو الحجر يا مسلم يا عبد الله».
##ـــــ##
* كيف نفهم الهزيمة:

1- يجب اتهام النفس بالتقصير في حق الله، قال الله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}[آل عمران:165].

2- يُهْزم عدونا بسبب معصيته فإذا تساوينا معه في المعاصي، فالغلبة للأقوى.
قال أبو بكر للجند: «إنكم لن تنصروا على عدوكم إلا بعد تقربكم من الله وبعدهم عنه؛ فإذا تساويتم –أي: المعاصي- كانت الغلبة لأكثركم عدة وعتاداً».
وقال عمر: «أما بعد، فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله في كل حال، فإن تقوى أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة على الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً منكم من عدوكم؛ فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لأن عددنا ليس كعددهم، وعدتنا ليس كعدتهم، فإذا استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة».

ليست هناك تعليقات: